البلاد التونسية في العهد العثماني
تونس في العهد العثماني بتدئت سيطرة الدولة العثمانية منذ عام 1574 حيث كان آخر عام لحكم الحفصيين في تونس. فتحولت أفريقيا الشمالية إلى ولاية من ولايات الدولة العثمانية.ومنذ عام 1590 بدأ الأتراك يحكمون تونس بواسطة «الداي» وبعده «الباي» حكم الداي من 1598 إلى 1630 والباي من 1631 إلى 1702. وبعد ثلاث سنوات سيطر الباي حسين على السلطة، وأسس أسرة مالكة عرفت بالأسرة الحسينية التي ظلت تتوارث السلطة حتى استقلال تونس في عام 1956.
ولقد تميزت هذه الفترة بصراعٍ خفي في السلطة بين القوى المحلية والقوى العثمانية وبمجيء الباي حسين حاول كسب نوع من الاستقلال الذاتي فزاد من عدد الموظفين ودعم اللغة العربية ورجال الدين، وأهم ما يميز هذه الأسرة الحسينية في القرن التاسع عشر موجة الإصلاحات الكبيرة التي حدثت في حقول الإدارة والجيش وغيرها، وذلك في عهد أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) الذي شيد قصر باردو التاريخي الشهير.
معركة جربة
منذ هزيمة معركة بروزة عام 1538 م ضد الأسطول العثماني بقيادة خير الدين بربروس والبعثة الخائبة على الجزائر التي قادها الإمبراطور شارل الخامس عام1541 م، شعرت القوى البحرية الأوروبية الكبرى في البحر الأبيض المتوسط، وهي إسبانيا وجمهورية البندقية، بأنها مهددة بشكل متزايد من قبل العثمانيينوالقراصنة الشمال أفريقيين. وتفاقم هذا الخطر عندما استولى بيالي باشا على جزر البليار عام 1558 م وقام بمعية درغوث باشا بغارات على السواحل المتوسطيةالإسبانية. قرر الملك الإسباني فيليب الثاني الرد على ذلك، فدعا البابا بولس الرابع وحلفاءه الأوروبيين لاستعادة مدينة طرابلس، التي كانت بحوزة فرسان القديس يوحناحتى أغسطس 1551 م، عندما استولى عليها درغوث باشا، وهو الإنجاز الذي جعل السلطان العثماني سليمان القانوني يمنحه لقب باي طرابلس. فحدثت معركة جربةوهي معركة بحرية وقعت بين 9 و14 مايو 1560 م، حيث تحارب أسطول الدولة العثمانية، بقيادة بيالي باشا ودرغوث باشا مع أسطول أوروبي تألف أساسًا من سفنإسبانية
إيالة تونس
بدئت سيطرة الدولة العثمانية منذ عام 1574 حيث كان آخر عام لحكم الحفصيين في تونس. فتحولت أفريقيا الشمالية إلى ولاية من ولايات الدولة العثمانية. ومنذ عام 1590 بدأ الأتراك يحكمون تونس بواسطة «الداي» وبعده «الباي» حكم الداي من 1598 إلى 1630 والباي من 1631 إلى 1702. وبعد ثلاث سنوات سيطر الباي حسين على السلطة، وأسس أسرة مالكة عرفت بالأسرة الحسينية التي ظلت تتوارث السلطة حتى استقلال تونس في عام 1956. ولقد تميزت هذه الفترة بصراعٍ خفي في السلطة بين القوى المحلية والقوى العثمانية وبمجيء الباي حسين حاول كسب نوع من الاستقلال الذاتي فزاد من عدد الموظفين ودعم اللغة العربية ورجال الدين، وأهم ما يميز هذه الأسرة الحسينية في القرن التاسع عشر موجة الإصلاحات الكبيرة التي حدثت في حقول الإدارة والجيش وغيرها، وذلك في عهد أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) الذي شيد قصر باردو التاريخي الشهير. وكان من أهم رموز التغيير والإصلاح خير الدين التونسي المتحدر من أصول شركسية
سنة 1574 أطرد سنان باشا قائد الأسطول البحري العثماني الغزاة الأسبان و قٌضى على ما بقي من الدولة الحفصية، وحوّل أفريقية إلى ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية "الباب العالي"، يحكمها الباشا(ضابط كبير) - باسم السلطان العثماني - ويساعده الديوان (وهو مجلس
الباشوات
بعد نجاح حملة سنان باشا على أفريقية (تونس حاليا) سنة 1574 قام هذا الأخير بطرد الإسبان ونفي العائلة الحفصية وعلى رأسهم السلطان محمد الحفصي إلى إيطاليا منهيا بذلك الدولة الحفصية التي دامت لأكثر من 3 قرون وعلى اثر ذلك حول سنان باشا افريقية ايالة عثمانية المسماة بإيالة تونس وقد كانت إلى حدود سنة 1584 تابعة لبيلربي المقيم بالجزائر ومن ثم أصبحت مرتبطة مباشرة بالدولة العثمانية.يشرف على تسيير شؤون الايالة الباشا وإلى جانبه نجد الداي والأغا إضافة إلى سلطات سياسية ودينية ومدنية أخرى.
المؤسسات السياسية
الباشا هو الممثل الرسمي للسلطان العثماني على رأس الإيالة،يتم تعيين الباشا من طرف الباب العالي لمدة 3 سنوات،وقد أسندت إليه مهمة دفع رواتب الجنود الإنكشارية وإدارة شؤون البلاد ويتم تسخير للباشا مستشارين ومنزلا مدنيا.
المستشارين عددهم 5 ويتم تعيينهم من قبل الباشا وهم على التوالي :
- وكيل الحرج ( أمين مال الحرب والبحرية)
- الخزندار
- خوجة الخيل( مدير الحرس وأملاك الدولة)
- الأغا(القائد الأعلى للميليشية الانكشارية والمستشار في الشؤون الخارجية)
- البيت المالي ( المكلف بإدارة الأحباس والاملاك العمومية)
المنزل المدني يتألف هذا المنزل من ملازم المسمى بالخليفة ومعهود إليه الإدارة،الباش كاتب وهو المسؤول على المراسلات والسفير أو الباش سيار في كل مايتعلق بالسفارة والشؤون الخارجية
الديوان وهو عبارة عن مجلس يترأسه الأغا بحضور كل من الباشا الداي الباي القابودان رايس الكاهية 120 أوضباشي 24 بلوكباشي الضباط المتقاعدين (الملقبين بالمنصور أغا) 2كتاب (الملقبين بدفتر دار) و6 شاوش كرسي ويتم طرح المشاكل الإدارية السياسية القضائية والإجتماعية خلال 3 أيام في الأسبوع
الداي والجيش الانكشاري
قبل مغادرة تونس سنة 1574،أبقى سنان باشا 4000 جندي إنكشاري وقد تقسيمهم إلى 40 فرقة وكل فرقة المتكونة من 100 جندي إنكشاري عين على رأسها الداي.وتختلف الدرجات او الراتب في سلك الجيش الانكشاري اذ نجد في القاعدة الهرمية اليولداش او المحاربين يخضعون للأوضباشية وهم رؤساء الغرف والاوضباشية بدورها تحت سلطة البلوكباشية وهم النقباء وفي اعلى الهرم نجد الاغا وهو القائد الاعلى للمليشية كما أشرنا في السابق. تتوزع هذه الطبقة السياسية العسكرية بين الحاضرة (تونس) والمناطق الداخلية وعهد للجيش الانكشاري القيام بحملتين داخل البلاد (تسمى كل حملة بمحلة) وذلك لعدة أغراض من بينها محاربة القبائل الثائرة قضد المحافظة على أمن البلاد كذلك جمع الضرائب بقيادة الباي (يعرف أيضا بباي المحلة أو أمير اللواء)
قبودان رايس
في ما يتعلق بالشؤون البحرية والتنافس المتوسطي فقد كانت هذه المهمات من نصيب القابودان رايس نقصد بها مجموعة القباطنة والبحارة ذو أصل تركي يوناني أو إيطالي كما وجب على القباطنة فك النزاعات في ما بينهم ويمكن الإشارة إلى ان هذه المؤسسة السياسية لعبت دورا فعالا في المجالين الإقتصادي والسياسي
القوات المساعدة
- قصد المحافظة على أمن الإيالة،تواصلت السياسة الدفاعية الحفصية المتمثلة في الإعتماد على المخازن إضافة إلى القوات المساعدة المتحركة وقد تمتعت هذه القوى بالعديد من الامتيازات خاصة منها الأعفاء الجبائي.
المؤسسات الدينية
ترجع الشؤون القضائية إلى قاضي ديني الذي يصدر أحكام إعتمادا للشريعة الإسلامية ويساعده في أداء مهامه المفتي وقد وجد عهد الباشوات 4 مفتيين مالكيين تم تعويض اثنين منهم بمفتيين حنفيين وذلك في عهد أسطا مراد (فترة الدايات)
المؤسسات المدنية
في المدن الكبرى،وكلت الشرطة المدنية والإدارة البلدية إلى شيخ المدينة يساعده شيوخ الأحياء
مساوء حكم الباشوات وإندلاع ثورة 1591
لقد كان هم الباشوات تكوين ثروة من خلال منصابهم خصوصا وأنهم يتمتعون بالنفوذ المطلق والإمتيازات المبالغ فيها وقد تم توظيف هذا النفوذ في ارتكاب التجاوزات كذلك شأن أصحاب المناصب الرفيعة وقد ألحقت أضرار بسكان الإيالة
طرأت هذه التجاوزات المليشية عندماى ون جدوحتى ان البعض منهم توجهوا إلى الباب العالي لوضع حد للباشوات لكن الانكشارية وضربت مصالحهم الخاصة عندها قام الضباط الصغار في 29 أكتوبر 1591 بثورة في تونس بقيادة 40 داي وقد تم الاتفاق مع وكيل الحرج طبال رجب الذي غاب عن الديوان في ذلك اليوم قصد إبقاء مخزن الاسلحة مغلقا فلا يمكن لاعضاء الديوان المدافعة على نفسهم وهجم الضباط الصغارعلى الديوان و ذبحوا أعضائه بمن فيهم الباشا والأغا الاوضباشية والبلوكباشية وعلى اثر هذه الأحداث تراجعت سلطة الباشوات لفائدة سلطة صاعدة جديدة وهي الدايات
من الدولة الحفصية إلى الأيالة التونسية التحولات الطارئة على ذلك
بعد إلغاء سنان باشا حكم ال حفض وجعل من تونس ايالة عثمانية طرأ على هذا القرار تحويرلت على مختلف المجالات :
- في المجال السياسي بعد الصراع العثماني الأسباني حولت تونس كولاية عثمانية التابعة للدولة العثمانية وبذلك فقدت تونس سيادتها بعد ان كانت دولة ذات قوة وشأن وتسير الايالة سلط غير مرتكزة مستندة إلى حكم الأقلية التركية
في المجال الاقتصادي كسبت تونس علاقات اقتصادية جديدة مع الشرق خاصة مع القسطنطينية وهو ما ساهم إلى جانب تعدد الموانى التجارية في تنشيط التجارة الخارجية والدخول في التنافس المتوسطي الذي يرجع في المنفعة في دخول المنتجات الأورزبية إلى الأسواق التونسية
في المجال الأجتماعي حاافظت القبائل الداخلية على عاداتها وتقاليدها والتي مازالت مستقلة لدورها عن السلطة السياسية وبالنسبة للسكان المدن فقد اندمجوا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية الجديدة خصوصا وان العناصر التركية استقرت في هذه المناطق مما ادى إلى الانصهار السياسي والثقافي وقد انبثق عن هذا الانصهار بروز طبقة جديدة وهي طبقة الكرغليين (نقصد بها كل طفل من أب تركي وأم تونسية)
في المجال الديني مازال المذهب المالكي سائد في الايالة لكن مقابل ذلك صعود مذهب جديد وهو المذهب الحانفي الذي ولج في المؤسسات الشرعية
Commentaires
Enregistrer un commentaire